تابعنا على الفايسبوك

تابعنا على الفايسبوك

Translate

آخر التعليقات

الأربعاء، 8 يناير 2014

~~ مراجعة درس الــشــخــص ~~


 ~~ مراجعة درس الــشــخــص ~~

تأطير إشكالي:

• يدل الشخص في اللغة العربية على الظهور والتعين.
• يطلق الشخص حسب “أندري لالاند” على ثلاثة أنحاء :قد يقصد به الشخص الطبيعي من حيث هو جسم ومظهر، وقد يقصد به الشخص المعنوي من حيث هو ذات واعية، كما قد يقصد به الشخص القانوني من حيث أن له حقوقا وواجبات.
• يعرف كانط الشخص بقوله { الشخص هو الذات التي يمكن أن ننسب إليها مسؤولية أفعالها }.
• يمكن أن نستنتج من التعريفين السابقين بأن مفهوم الشخص يدل من الناحية الفلسفية على الانسان كذات واعية ومفكرة وعاقلة و حرة ومسؤولة.
إشكالية المفهوم :
• يثيرمفهوم الشخص الكثير من الإشكالات على مستوى هويته وقيمته وحريته من أهمها ما يلي: أين تكمن هوية الشخص؟ وما أساسها ؟ ما الذي يمنح القيمة للشخص ويميزه عن باقي الموجودات والأشياء ؟ وهل الشخص حر أم خاضع لإكراهات؟
  • المحور الأول : الشخص والهوية

الهوية: تشيرإلى تطابق ووحدة الفرد مع ذاته ، وتعني أن الشخص هو نفسه (هوهو ) وأنه مطابق لذاته .
رغم تعدد وتنوع بل وتعارض الحالات النفسية التي يمر منها الشخص طيلة حياته، فإن كل واحد منا يحيل باستمرار إلى نفسه بضمير "أنا" بوصفه وحدة وهوية تظل مطابقة لذاتها على الدوام رغم تغيرات الجسم وأحوال النفس وانفعالاتها، خاصة إذا عرضنا الشخص على محك الزمن والتاريخ. غير ان هذه الوحدة التي تبدو بديهية تطرح مع ذلك أسئلة عديدة : فهل هناك هوية ثابتة تخص الشخص الفرد ؟ وما أساس هوية الشخص ؟هل تقوم على ماهو جسدي ام على ماهو فكري عقلي ام على ما هو روحي نفسي داخلي؟
-1موقف ديكارت: الفكر كأساس لهوية الشخص. نصه ، ص :12 من كتاب المنار.
يرى الفيلسوف العقلاني الفرنسي روني ديكارت بأن الانسان كائن عاقل ، وأن العقل نور فطري يمثل جوهر الذات بواسطته يعي الانسان ذاته ويبلغ الحقيقة وهذا ما يجعل هوية الشخص عند ديكارت تتحدد على مستوى الفكر؛ فالشخص هو ذات مفكرة وواعية وأن أساس هويته لا تكمن في وحدة الجسد والاحساسات بل في الفكر والعقل .
- 2 موقف جون لوك : الاحساس كاساس لهوية الشخص ، نصه، ص: 13من المنار
الشخص عند جون لوك كائن واع ومفكر، يتأمل ذاته ويدرك أنها مطابقة لنفسها في كل لحظة تمارس فيها التفكير والتعقل. وبما أن العقل عنده مجرد صفحة بيضاء يمتلئ بما يأتي من الحواس ، وبما أنه من غير الممكن تصور أفكار فطرية بمعزل عن الحواس كما فعل ديكارت ؛فإن الاحساس والتجربة الحسية بمثابة مصدر لكل الأفكار والمعارف .إن الربط القوي الذي يقيمه لوك بين الفكر والإحساس، هو الذي يجعلنا نستنتج معه بأن الإحساس هو اساس الهوية الشخصية للإنسان.
لايكتفي لوك لوك بالربط بين الفكر والاحساس فقط ،وإنما يربط كذلك بين الذاكرة وهوية الشخص؛ إذ كلما امتد الوعي في الذاكرة إلا واتسعت معه هوية الشخص وتقوت. وهذا يعني أن الوعي والذاكرة مكونان أساسيان لهوية الشخص .
3- موقف مونيي نصه،ص:14من المنار
يعتبر مونيي بأن هوية الشخص لاتكمن في بعده الجسمي أو في تمظهراته الخارجية ، فهو يؤكد بأن الشخص ليس موضوعا .وإذا كان من الممكن دراسة جسد الشخص عبر علم الفيزيولوجيا أو الطب.فإن مثل هذه المعرفة العلمية قد تساعد على فهمه لكنها لاتعبر عنه في كليته أو تتفهمه في حقيقته لانها تتعلق بمظهر أو جزء من وجوده .أما الشخص حسب مونيي فيمثل وحدة كلية ، إنه عبارة عن واقع كلي شمولي لايقبل التجزيء. فآلاف الصور التي نعرفها عن الشخص تساعدنا من الاقتراب منه الا انها لاتستطيع ان تمثله ،وهكذا فإن الشخص ليس سوى ذاته وأننا لانستطيع أن نعرفه ونشكله إلا انطلاقا من الداخل .
4- موقف شوبنهاور :
يرى شوبنهاور ان اساس الهوية الشخصية ليس هو الجسم او الذاكرة أو الاحساس أو الفكر ، وإنما هو الارادة . لأن هذه الأخيرة ثابتة لا تتغير، وتصمد في وجه كل التحولات ، و تجعل الشخص متطابقا مع ذاته باستمرار . فكل شخص يأتي إلى العالم إلا ويكون حائزا على إرادة تجعله مقبلا على الحياة ،وراغبا عن كل ما يحول دونها .إذا كانت الإرادة معطى ثابتا لدى الشخص ، فإن ذلك على خلاف الفكر والذاكرة والاحسا س التي تبقى مجرد معطيات قابلة للزوال والتلاشي .إن الارادة حسب شوبنهاور هي العنصر الوحيد الملازم للشخص منذ ولادته إلى حين وفاته .
5 – موقف جول لاشوليي : ( كتاب مباهج الفلسفة )
يؤسس جول لاشوليي تصوره لهوية الشخص على عنصرين أساسيين هما : وحدة الطبع والمزاج أو السمة العامة للشخص ، والذاكرة التي تربط بين أزمنة الذات .
تشكل هذه الأطروحة بديلا ونقدا للتصور الماهوي لهوية الشخص ، فالهوية ليست معطاة منذ الأصل ، وليست أنا جوهرية ، بل هي طبع يتكون لدى الشخص ، وهي كذلك سيرورة ذاكرة . وبهذا فإن هوية الشخص ليست شعورا ثابتا ، وليست وعيا قبليا ، بل هي طبع متحول وذاكرة متغيرة .
  • المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة

قد نستعمل مفهوم القيمة للحديث عن قيمة الشيء فنقصد بذلك ما يجعل هذا الشيء موضوع رغبة وتفضيل وقابل للإستعمال .ويمكن أن يستعمل المفهوم كذلك بالإضافة إلى مفهوم الشخص فنتحدث عن قيمة الشخص أو عن الشخص بوصفه قيمة فنعني في الحالتين ما يتميز به الشخص من صفات تجعله مستحقا للتقدير والاحترام. فمن أين يستمد الشخص قيمته ؟ بأي معنى يملك الشخص قيمة؟ هل تكمن قيمته في كونه غاية في ذاته أم في كونه مجرد وسيلة ؟
1 موقف كانط ، نصه ، ص:17
يتصور كانط بأن هناك نوعين من العقل، عقل مجرد يتمثل في المبادئ التي تضمن التفكير السليم،: كمبدأ الهوية و مبدأ السببية . و لكي يصبح الشخص ذا قيمة عليه أن لا يعمل فقط وفق ما يمليه عليه عقله المجرد، بل عليه أن يعمل أيضا وفق ما يمليه عليه عقله العملي الأخلاقي. فبالعقل العملي الأخلاقي يستطيع الشخص الحفاظ على كرامته، التي تمثل قيمته الحقيقية، عن طريق احترام ذاته و إرغام الآخرين باحترامها فيه. فقيمة الشخص تكمن في أنه غاية في ذاته و ليس في كونه وسيلة أو بضاعة للتبادل.
2 موقف راولـــز: نصه،ص:16
تتحدد قيمة الشخص حسب "راولز" بثلاثة أبعاد أساسية : بعد فكري، وبعد أخلاقي، وبعد اجتماعي، فلا تكون للشخص قيمة إلا إذا أثبت بالملموس بأنه كائن مفكر يمتلك كفاءة التفكير والحكم و انه كائن أخلاقي يسعى إلى الحرية والخير والعدل و الالتزام و المسؤولية وانه كائن اجتماعي يسعى الى المشاركة في الحياة الاجتماعية أخذا و عطاء، كمواطن له حقوق مثلما أن له واجبات. داخل مجتمع تربط أفراده علاقة من التعاون المنصف.
3 موقف هيغــل: نصه،ص:18
يرى هيغـل بأن القيمة الأخلاقية للشخص لا يمكنها أن تتحقق إلا داخل حياة الجماعة وذلك من خلال الإمتثال لروح الشعب واحتلال مرتبة معينة . فكل شخص، حسب هيغـل، و انطلاقا من المكانة التي يحتلها داخل الجماعة التي ينتمي إليها، عليه أن يلتزم بواجباته و القيام بدوره و المهام التي أسندت إليه. من خلال وعيه بما يميز المواقف و السلوكات الخيرة الممثلة للقانون، عن المواقف و السلوكات الشريرة الغير الممثلة للقانون و المنافية له.
إذن هيجل يدعو إلى الانفتاح على الواقع و الآخرين، من خلال علاقة جدلية، أساسها التأثير المتبادل، و معيارها يكمن في السلوك الأخلاقي الذي يصدر عن كل شخص امتثالا للواجب الأخلاقي..
  •  المحور الثالث : الشخص بين الضرورة والحرية

الحرية: تقال على التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، وعلى التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، ومن الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، وعلى التخلص من الإجبار والفرض.و الحرية هي إمكانية الفرد على اتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة بدون أي جبر أو ضغط خارجي. أما الضرورة فتقال على الحتمية:وهي مذهب يرى ان لكل ما يحدث في الكون اسباب ضرورية وكافية تفسر حدوثه . ،و قد تمتد الحتمية إلى الظواهر الإنسانية فتخضعها لظروف و عوامل سيكولوجية و طبيعية ، ومن ثم تتعارض مع حرية الإرادة .
كيف يمكن النظر للشخص ؟ هل باعتباره ذاتا حرة ، أم بوصفه كيانا خاضعا لضرورات ولشروط وإكراهات قد تتجاوز إرادته وتحد من حريته ؟ أليس بمقدور الشخص أن يتحدى هذه الشروط و الإكراهات وذلك من خلال نزوعه نحو التحرر وقدرته على الاختيار؟
1 موقف سيجمزند فرويد،نصه،ص:20
لقد كشف رائد التحليل النفسي "سيغموند فرويد" (1856ـ 1938) على أن الشخص ليس سيد نفسه وأفعاله ، فالجزء الأكبر من سلوكاته وأفعاله يعود إلى حتميات لاشعورية ترتبط بتاريخ الفرد منذ طفولته المبكرة ؛ وذلك من خلال تفاعل مكونات الجهاز النفسي الثلاثة : "الهو" ويمثل الميول والدوافع و الغرائز ؛ "الأنا الأعلى" ويمثل القيم والمعايير الاجتماعية التي يستقيها الطفل من محيطه عن طريق التنشئة الاجتماعية، "الأنا" وتقوم بوظيفة التوافق بين رغبات "الهو" وإملاءات "الأنا الأعلى" وإكراهات العالم الخارجي . وهذا التفاعل يوضح أن الشخص محكوم بحتميات لا شعورية قد لا يعيها ، وقد تتمظهرعبرمجموعة من السلوكات اللاواعية ( فلتات اللسان ، زلات القلم ، الأحلام ...)
2 موقف اسبينوزا،نصه،ص:21
.وفي السياق نفسه ، يأتي موقف "باروخ اسبينوزا" (1632ـ1677 ) ليؤكد على أن الشعور بالحرية أو القول بحرية الفعل مجرد وهم ناتج عن وعي الإنسان بأفعاله وجهله بأسبابها الحقيقية الكامنة وراءها ، ومثال ذلك أن الحجر المتدحرج، يتوهم أنه يتحرك عن حرية واختيار ـ إذا ما افترضناه يتوفر على الوعي ـ في الوقت الذي يجهل العلة الخارجية التي كانت سببا في حركته، وبالمثل فالطفل الرضيع يشتهي الحليب والشاب المنفعل يريد الانتقام أو الهروب، والشخص الثرثار يعتقد أنه حر في أقواله في الوقت الذي يجهل الأسباب الحقيقية الكامنة خلف سلوكه.
3 موقف مونيي،نصه،ص:22
وعلى خلاف ذلك تقر شخصانية "إيمانويل مونيي" (1905ـ 1950) على أن الشخص كائن حر وهو الذي يقرر مصيره و يتخذ قراراته دون وصاية من أحد فردا كان أو جماعة ، وذلك في إطار مجتمع يكفل لأفراده الحماية والوسائل اللازمة لتطوير ميولاتهم وتنميتها ، بعيدا عن كل نزعة تنميطية وتحكمية لا تؤمن بالاختلاف ؛ فالشخص ليس وسيلة ، كما لا ينبغي أن يقوم أحد مقامه في اتخاذ قراراته، فحرية الشخص مشروطة بوضعه الواقعي .
موقف غي روشــي:
يؤسس الخطاب السوسيولوجي تصوره للشخص انطلاقا من نظامه الاجتماعي: إن الإنسان كائن اجتماعي بالضرورة، فلا وجود للإنسان إلا ضمن مجتمع، يرتبط أفراده في إطار نسق من العلاقات المتبادلة و الثقافة المشتركة، بحيث يطبع كل مجتمع سلوكات أفراده و مواقفهم و عاداتهم و تفكيرهم... ، بطابعه الخاص، و ذلك بواسطة التربية و التنشئة الاجتماعية، لأن من خلالها يكتسب الشخص طريقة التفكير و السلوك و الإحساس. عبر هذه العملية يتم استدماج عناصر الثقافة الاجتماعية لتصبح من محددات شخصية الشخص. كما يتحقق تكيفه مع محيطه الاجتماعي و ضبط انتمائه بتوفير أسباب تكيفه البيولوجي و النفسي و الذهني. إن الشخص في منظور علماء الإجتماع هو نتاج مجتمعه و عصره و موقعه الاجتماعي و وظيفته.
موقف سارتــــر: الشخص مشروع حــر: يرى سارتر أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، أي أن الإنسان يوجد أولا ثم يصنع ماهيته فيما بعد. إن الشخص، هو دائما كائن في المستقبل، تتحدد وضعيته الحالية تبعا لما ينوي فعله في المستقبل.
و بناء على ما سبق، يؤكد سارتر على ضرورة إخراج الإنسان من دوامة الرؤية الحتمية العلموية، التي ترى أن الشخص محاط بسلسلة من الإشراطات النفسية و الاجتماعية و الثقافية و البيولوجية... التي تؤرخ له قبل أن يولد، أي أنها توجهه نحو مستقبل تم إعداده بشكل مسبق. و في هذا الصدد يرفض سارتر كل خطاب حتمي، يشرط الشخص بقوى متعالية و قاهرة(= اللغة، الوراثة، اللاشعور، المجتمع...)، فليس الشخص سوى ذلك الإنسان الذي يستطيع أن يشكل ذاته و هويته و يحددها في ضوء ما يختاره لنفسه كمشروع في حدود إمكاناته،."إن الإنسان ليس شيئا آخر غير ما هو صانع بنفسه".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter cs1.6 Facebook Digg Stumbleupon programs More